أسدل الستار على مباريات الجولة السادسة عشر وجميع الأعذار التي كانت تطلقها الأندية والمدربون زالت، والجميع مطالب بكرة قدم حقيقية ترتقي بكرة القدم المحلية، وتضيف لها فنيا، وترفع من شأنها، لاسيما وأن أغلب الأندية تعتمد على المال الحكومي، وتتبجح في تأخير مستحقاتها، ومثلما تطالب بتلك الحقوق، عليها أن تقدم كرة قدم حقيقية، لا أن تنتهي الجولة بمشاهد تثير السخرية.
في الملاحظات أدناه سنحاول رصد عدد من المؤشرات السلبية صاحبت الجولة السادسة عشر من الدوري الكروي الممتاز:
ملعب تحفة!
كل من تابع مباراة زاخو ونفط الوسط يتولد لديه الغثيان للمشاهد المعيبة التي ظهر عليها ملعب زاخو وارضيته التي لا ترقى لأن تكون ملعبا لرياضة التقاط الأوتاد، فقد ظهر بلونه البني، حتى أن مشاهد الطين الملتصق بأجساد اللاعبين هو ما ميز المباراة، تلك المشاهد يجب أن تتوقف عندها لجنة المسابقات ولجنة فحص الملاعب لتفادي ذلك المنظر المخزي في الجولات المقبلة.
غفوة حكم!
الحكم المساعد الأول منير داود، يبدو أنه كان في غفوة أثناء مباراة القوة الجوية والنفط، وقد ارتفعت رايته في أكثر من مرة بشكل خاطئ وحرم الاول في ثلاث مناسبات من أهداف محققة باحتسابه حالة تسلل، بينما أظهرت الإعادة بشكل واضح خطأ راية مراقب الخط، ما وضع يقظة الحكم العراقي على المحك، وهذا ما يعرض جهد فريق كامل للاضاعة ومن شأنه أن يغير نتيجة مباراة.
مباراة مملة!
ثلاث مباريات في افتتاح الجولة السادسة عشر انتهت سلبية، وأغلب دقائق تلك المباريات اختفت عنها اللمسات الفنية، ومالت إلى أسلوب (التشوت) والتخلص من الكرة وتأمين المنطقة دون اعتماد بناء اللعب من الخلف.
أن تنتهي المباراة بنتيجة سلبية أمر طبيعي جدا، لكن بهذه الطريقة المعتمدة في اللعب، بات وضحا أن الأندية بحاجة إلى إعادة نظر في أسلوب لعبها، لأن هذه المشاهد إساءة للدوري المحلي، والغريب أن يطالب البعض مدرب المنتخب الوطني بحضور جميع مباريات الدوري!. وهذا غير منطقي، بل لابد من أن تصلح الاندية حالها كي تحصل على الاهتمام المطلوب.
وهنا بات على الأندية أن تفكر باصلاحات حقيقية لا شكلية، من خلال إدخال الأساليب الحديثة في الادارة والأسلوب، مستفيدة من كوادر ذات خبرات فنية عالية، تنعكس في انشاء فريق منسجم يقترب من الاحتراف أكثر من الهواية.
شباك متهرئة!
مشهد أخر يثير الشجون، شباك ملعب النجف الدولي، هذا الملعب الذي يمثل تحفة معمارية، حيث شكل ظهور شباكه ممزقة كـ"المنخل"، وتتعطل المباراة لإصلاحها بطريقة بدائية على طريقة حياكة امهاتنا في ثمانينات القرن الماضي!.
المشكلة أن إصلاح الشباك جاء أمام كاميرا النقل المباشر ليشهد العالم كله تلك المهازل التي تسيئ للدوري العراق، لا أعرف أين إدارة الملعب عن تلك الشباك، ولو فرضنا جدلا أن الشباك تمزقت أثناء تدريبات الحراس قبل المباراة أما كان الأحرى إصلاحها قبل نزول الفريقين إلى أرضية الملعب؟ وهل يجوز أن تصلح بهذه الطريقة؟ أين التحضير لمثل هكذا حالات متوقعة وتحضير الأدوات الحقيقية لإصلاح أي عطب في منظومة الملعب.
جميع الملاحظات التي تم ذكرها أعلاه القصد منها التصويب لا التسقيط أو تقليل الشأن لأن ما يجري في الدوري بات منقولا إلى العالم، وحتى نرتقي بكرة القدم العراقية ويدخل دورينا ضمن تصنيفات العالم، ونحصل على مقاعد أكثر في دوري أبطال اسيا لابد لنا أن نكون أكثر حرصا من خلال إخراج الدوري بأجمل حلة ووأفضل فنيا وأفضل تنظيم، أما أن تمر هذه الملاحظات، ويتشنج الآخر من طريقة الطرح، فتلك مصيبة.