بغداد - IQ
مرّ أسبوع على رحيل الصحفي الرياضي العراقي، طه كمر، متأثراً بمضاعفات فيروس كورونا، ليختم مشواره المخضرم بعمله مع موقع IQ NEWS. ويعيد الموقع اليوم نشر التقرير الذي أورده في يوم رحيل كمر، ويتضمن رثاء ونعي بعض زملائه له.
فبعد رحلة طويلة ومشوار مخضرم، رحل عن عالمنا صباح الثلاثاء، (3 آب 2021)، الصحفي الرياضي العراقي طه كمر، متأثراً بمضاعفات فيروس كورونا.
آخر محطات الراحل، الذي يصفه زملاؤه بأنه حلقة وصل بين جيل الصحفيين الرواد وبين أجيال الصحفيين ما بعد 2003، هي العمل في موقع IQ NEWS.
تُجمع كلمات النعي والرثاء التي أطلقها الزملاء الذين واكبوه في صحف وقنوات فضائية عديدة، على كونه من أشد الملتزمين بمعايير الصحافة المهنية والأخلاقية، فضلاً عن انتمائه العميق للمدرسة التقليدية للصحافة "المتمسكة بالضوابط".
عندما أبلغ الراحل إدارة موقع IQ NEWS بإصابته بفيروس كورونا، مُنح إجازة مدفوعة الأجر لحين تعافيه، لكنه استمر في العمل من منزله في الأيام الأولى بعد إصابته.
"نستيقظ في الصباح لبدء العمل، فنجد أخبار الرياضة موجودة على لوحة الأخبار الجاهزة للنشر وبجانبها اسم الاستاذ الراحل طه كمر. الجميع كان معجباً بالتزامه، وطلبنا منه وكررنا عليه أن يرتاح ويترك العمل لحين الشفاء، لكنه كان مصرّاً، حتى بدأ الفيروس يقسو على جسده الطاعن ونقل إلى المستشفى. لا يمكن نسيانه ورحيله صدمة وألم كبيرين"، يقول أحد موظفي كادر التحرير في IQ NEWS.
مشروعه لـ"تهذيب الأقلام"
"كان قلمه مهذباً وطرحه هادف وبعيد عن إثارة المشاكل والجدل. كان معتدلاً ومتزناً هادئاً"، يقول الصحفي الرياضي ميثم الحسني، متحدثاً لموقع IQ NEWS عن الراحل طه كمر.
ويضيف أن "كمر مثل حلقة وصل بين جيل الصحفيين الشباب والرواد وحاول أن يهذب الاقلام الشابة التي جاءت مندفعة في زمن الحريات المفرطة في الكتابة، ولعب دوراً مع مجموعة من الزملاء في هذا الاتجاه وتثبيته".
ويأسف الحسني، على رحيل طه كمر، مستذكراً سيرته "النقية جداً والبعيدة عن المهاترات وقربه الكبير من زملائه. رحليه صدمة كبيرة للأسرة الصحفية".
تمتد مسيرة كمر في الصحافة لعقود، وعمل في العديد من الصحف والقنوات الفضائية، وأجريت معه مقابلات متلفزة كثيرة للحديث عن الواقع الرياضي في العراق وأوضاع المنتخبات الكروية، وهو أيضاً كان عضواً في الهيئة الإدارية لاتحاد الجودو العراقي ونادي الدورة.
".. ليكن قدوة"
كان للراحل طه كمر "مساهمات كبيرة في الصحافة المحلية والعربية، وداعماً ومتعاوناً مع جميع الزملاء"، يقول الصحفي الرياضي مؤنس عبد الله، لموقع IQ NEWS، ويضيف بنبرة امتنان "دعمني بأكثر من أزمة مررت بها شخصياً. اليوم فقدنا أخاً وزميلاً وصديقاً".
ويتفق الصحفي الرياضي يوسف فعل مع عبد الله، قائلاً إن "رحيل كمر خسارة كبيرة للصحافة الرياضية، زاملنا لسنوات ولم نرَ منه سوى الطيب والاحترام والبحث عن الحقيقة. كان يضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات ولم يشخصن أية قضية".
ويتمنى فعل أن يكون "الراحل طه كمر بما ترك من بصمة مؤثرة في الإعلام الرياضي ومشواره في الصحافة الهادفة والمؤثرة، قدوة للصحفي الحقيقي في زمن الفوضى العارمة".
وعزّى وزير الشباب والرياضة عدنان درجال الأسرة الصحفية والرياضية في العراق برحيل طه كمر.
"عطاء وإرث"
في رثائه، يقول الصحفي الرياضي العراقي حسين الذكر، عن الراحل طه كمر، إن خبر نعيه لم يكن عادياً "ذاك القلم الوطني المهني الذي التزم بقواعد العمل حتى دب دبيبه في دنيا الصحافة والاعلام هادئاً متزنا مواضبا حريصا على مخارج المفردات ومطارة الاخبار واعادة صياغة بثها بما يتناسب مع الحدث واخذ البيئة بنظر الاعتبار.. اذ كان ابو عبد الله رحمه الله حريصا جداً على عرقنة العمل واخلاقية الخط".
ويضيف "كان العطاء متسقاً مع الأرث والجذر ومتناغماً مع الموروث فضلاً عن جدية الإيمان بقدرة القلم.. بعيداً عن انتهازية البز والشد والحز والسباب والقدح.. طه كمر.. زمالة مهنية مشرفة ورحيل قاس فاجع في مواجهة التحدي.. إنّا وإياكم ماضون في خدمة عراقنا برغم موج الضيم وشلال المواقف والظروف".