بغداد - IQ
برأت محكمة سويسرية رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السابق، سيب بلاتر، ورئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السابق، ميشال بلاتيني، من تهمة الفساد.
وتتعلق القضية بمبلغ 2 مليون فرنك سويسري دفعه بلاتر لبلاتيني في عام 2011.
ونفى الرجلان مخالفة القانون، مؤكدين أن المبلغ دفع متأخر لمستحقات بلاتيني مقابل خدمات قدمها للفيفا.
وقال بلاتر لدى وصوله إلى المحكمة: "لست بريئاً في حياتي عموماً، ولكنني بريء في هذه القضية".
وتعرض بلاتر، البالغ من العمر 86 عاماً، وبلاتيني، البالغ من العمر 67 عاماً، في عام 2015، للإيقاف من النشاط الكروي.
فزت بأول مباراة
ففي عام 2015 أحيلت قضية المبلغ المدفوع على محكمة الجنايات الاتحادية في مدينة بيلينزونا في سويسرا".
وقال بلاتيني: "أود التعبير عن فرحتي لكل من أحبهم، لأن الحقيقة ظهرت، بعد سبعة أعوام من الكذب والتلاعبات".
وأضاف: "ظهرت الحقيقة في هذه المحاكمة. وأشكر القضاة على استقلالية قرارهم. دأبت على تكرار ذلك. صراعي ضد الظلم، وفزت بأول مباراة".
وتابع: "في هذه القضية هناك مذنبون لم يظهروا في المحاكمة. عليهم أن يعرفوا أننا سنلتقي مرة أخرى. لن أستسلم، سأفعل ما بوسعي لإظهار الحقيقة".
ويملك الفرنسي بلاتيني سجلاً حافلاً بالإنجازات، كلاعب لكرة القدم، إذ فاز بالكرة الذهبية ثلاث مرات. وكان قائداً للمنتخب الفرنسي عندما توج بكأس أمم أوروبا في هام 1984، وفاز بكأس أوروبا للأندية مع نادي يوفنتوس.
وتولى بلاتيني بعدها تدريب المنتخب الفرنسي، ثم أصبح رئيساً للاتحاد الأوروبي لكرة القدم في عام 2007.
وتنحى عن رئاسة الاتحاد الأوروبي بعد فتح تحقيق بخصوص سلوكه من قبل لجنة الأخلاقيات في الفيفا. وقرر الاتحاد الدولي وقفه عن النشاط الكروي لمدة 8 أعوام، ثم قلّصت مدة الإيقاف إلى 4 أعوام.
ورفضت محكمة التحكيم الطعن الذي تقدم به ضد الإيقاف في 2020.
وقال بلاتيني: "من الصعب أن تتحول من أسطورة من أساطير كرة القدم إلى شيطان، خاصة أن يتم ذلك بطريقة فيها إجحاف".
أما رجل الأعمال السويسري بلاتر فقد انضم إلى الفيفا في عام 1975، وأصبح الأمين العام للهيئة الدولية في عام 1981، ثم رئيسا للفيفا في عام 1998.
واستمر في منصبه لمدة 17 عاماً. بعد تحقيقات أجرتها لجنة الأخلاقيات في الفيفا تعرض للإيقاف عن النشاط الكروي لمدة 8 أعوام قلصت بعدها إلى 6 أعوام.
وفي عام 2021 تعرض للإيقاف مدة 6 أعوام إضافية، بعدما كشفت لجنة الأخلاقيات قضية العلاوات.
وبعد صدور الحكم قال بلاتر: "أشعر بالراحة فقد كنت تحت ضغط كبير بسبب القضية. انتهت القضية الآن، أنا سعيد بذلك، وسعيد لكرة القدم". وأضاف: "إنها العدالة، ولكنه انتصار لي أيضا".
في شهادته أمام المحكمة، قال بلاتر إنه طلب من بلاتيني أن يكون مستشاره عندما تولى رئاسة الفيفا في عام 1998.
وأضاف أن القائد السابق للمنتخب الفرنسي طلب 1 مليون فرنك سويسري سنوياً، ولكن بلاتر رد عليه بأن الفيفا ليس بمقدورها دفع ذلك المبلغ.
ثم اتفقا على مبلغ 300 ألف فرنك سويسري في العام، على أن تدفع بقية المبلغ المستحق لاحقاً.
وقال: "كنت أعرف عندما بدأنا مع ميشال بلاتيني أن ذلك لم يكن المبلغ الإجمالي، وإننا سنسويه لاحقاً"، مضيفا أنهما اتفقا شفاهياً. وأضاف: "كان اتفاقاً بين رياضيين، لا أجد أي ضرر في ذلك".
وقال بلاتيني: "وثقت في الرئيس، وكنت أعرف أنه سيدفع لي مستحقاتي يوماً ما".
وتوقف بلاتيني عن العمل مع الفيفا في عام 2002، ولكنه لم يطالب بمستحقاته إلا في عام 2010، قائلاً للمحكمة إنه لم يكن بحاجة إلى تلك الأموال عندما ترك العمل مع الفيفا، التي كانت، حسب بلاتر، غير قادرة على تسديد ما عليها وقتها، على أي حال.
ولكن بلاتيني سمع أن موظفين سابقين في الفيفا تلقيا مستحقات، فاتصل بالهيئة الدولية وطُلِب منه أن يرسل فاتورة بمستحقاته. وفعل ذلك في يناير/ كانون الثاني 2011، فدفع له المبلغ بعد 10 أيام بموافقة بلاتر.
واتهم المدعي العام السويسري بلاتر وبلاتيني "بالفساد، واختلاس الأموال، وسوء الإدارة والتزوير في وثائق".
وقال بلاتيني الذي اتهم بأنه شريك في المخالفات القانونية، إن يعتقد أن الهدف من إيقافه كان منعه من الوصول إلى رئاسة الفيفا في عام 2015.
وجاء في بيان مكتوب للمحكمة: "بعد الاطلاع على كل الأدلة وسماع الشهود، تبين للمحكمة الجنائية أن خلاصة الأدلة تدعم إفادة المتهمين".
وقال الفيفا إنه تلقى قرار المحكمة وينتظر الاطلاع على الحيثيات الكاملة للرد.
المصدر: بي بي سي