بغداد - IQ
شهدت أزمة نقل مباريات الدوري الكروي الممتاز، توترا ملحوظا بين الهيئة التطبيعية للاتحاد العراقي بكرة القدم، وشبكة الاعلام العراقي، بعد حرمان الجمهور الكروي من نقل بعض مباريات الجولة الخامسة من الدوري، فيما شهدت دخول النائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن الكعبي على خط الأزمة.
ففيما حملت القناة الرياضية العراقية، وزارة الشباب والرياضة، والهيئة التطبيعية، وشركة الأضواء، حرمان الجماهير من متعة مشاهدة المباريات، عزته التطبيعية الى إخلال "الرياضية" بالتزاماتها وتنصلها عن وعودها، أما شركة الأضواء صاحبة حقوق البث، فاتهمت القناة المذكورة بتفضيل مباراة نهائي الكأس السعودي، على بث إحدى المباريات.
وقال حيدر شكور، مدير القناة الرياضية، لـIQ NEWS، إن "الإرباك الكبير في جدول المسابقات ودكتاتورية الشركة الناقلة (شركة الأضواء) وتقصير الشركة المنتجة (عشتار)، وضعنا في حرج، فقد وقفنا مكتوفي الأيدي أمام بث مباراة ديربي البصرة بين الميناء ونفط البصرة، لا نعرف إن كنا قادرين على نقلها أم لا، خصوصا أن ترددها جاء في وقت متأخر ومتزامن مع التزامنا بنقل مباراة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين (الدوري السعودي)، حيث قمنا ببثها وبث ديربي البصرة كمباراة مسجلة"، لافتا الى أن "نظام توزيع المباريات على الأيام وتوقيتاتها نظام غير منصف بالنسبة لنا، وطالبنا الشركة بتوزيع المباريات على ثلاثة أيام، لكن دون جدوى وهذا ما يرهقنا تماما".
وأوضح أن "شركة الأضواء تبالغ بطلباتها، فهي تريد فرض ربع ساعة إعلانية و12 مليون دينار لنقل المباراة الواحدة مع الابقاء على حقوق النقل لديها من خلال تسويق الحقائب والتقارير إلى القنوات الأخرى، مع تحميلنا تردد النقل البالغ 500 دولار للمباراة الواحدة، وبالتالي فلو قمنا بحساب الرقم الذي تريده الأضواء، لوجدناه رقما خياليا والقناة الرياضية العراقية ليست بقرة حلوبا تمنحهم كل ذلك، وإن بقي الحال على ما هو عليه، فاننا لن ننقل أية مباراة".
وأردف "اقترحنا قيام شركة المنارة بشراء الحقوق الحصرية من شركة الأضواء، متضمنة اسم مسابقة الدوري، ليكون تعاملنا وفق اتفاق مالي مع المنارة دون تدخل الجهات الأخرى، وهناك امكانية لدينا بفتح قناة رياضية ثانية تبث وفق صيغة HD، لكن عندما طرحنا هذا الخيار اعترض وزير الشباب والرياضة عدنان درجال ورئيس الهيئة التطبيعية على العرض، وطالبا بتسويق اسم الدوري فقط بمبلغ قدره 10 ملايين دولار، وهو رقم مبالغ به، وبالتالي فنحن كقناة تحمل اسم الوطن نستغرب هذه المبالغة في المردود المالي".
الى ذلك، اتهم النائب الأول لرئيس مجلس النواب، حسن كريم الكعبي، الهيئة التطبيعية لاتحاد كرة القدم، بفشل ادارة الملفات الرياضية في البلاد. ونقل التلفزيون الرسمي عن الكعبي استغرابه، "قيام الهيئة التطبيعية بعدم تسهيل مهمة النقل التلفزيوني لمباريات الدوري الممتاز على قناة الرياضية العراقية".
ودعا الكعبي، "التطبيعية لمراجعة قرارها بشان بث مباريات الدوري"، مبيناً أن "الهيئة التطبيعية اثبتت عدم قدرتها على ادارة الملفات الرياضية المهمة".
في حين، رد رئيس الهيئة التطبيعية للاتحاد العراقي بكرة القدم، إياد بنيان، بالقول إن هيئته "تعاملت مع الموضوع بمهنية عالية، فقد فتحت مزايدة علنية للشركات الراغبة بالنقل، ومع انتهاء المدة، طالبتنا شبكة الإعلام العراقي بتمديد المهلة، وقد استجبنا لذلك، إكراما لها، ولكنها لم تقدم أي عرض يذكر، وبالتالي فقد ذهب العرض لشركة الأضواء وهذا حق طبيعي للتطبيعية بأن تقوم بتسويق مباريات الدوري، ليكون مصدرا ماليا لتسديد جميع التزاماتها من رواتب لموظفيها وأجور للحكام، لاسيما وأن التطبيعية تعتمد اليوم كليا على المردود المالي من التسويق وعقود الرعاية، كونها لم تتقاض أي مبلغ من الحكومة".
وأوضح بنيان في اتصال هاتفي مع IQ NEWS، أن "اتحاد كرة القدم غير مسؤول عن تباطؤ القناة الرياضية العراقية، كما أنها ليس لديها وصاية على الاتحاد، ومع ذلك فقد تعاملنا معها بكل مهنية واحترام"، لافتا بالقول "حين طلبت الرياضية العراقية بعد ذلك، شراء حقوق البث بشكل حصري من شركة الأضواء، تدخلنا كوسطاء من أجل ترتيب الأمور بينهما، على الرغم من أن هناك مبلغا ماليا لنا بذمتها، ولكنها لم تلتزم أيضا بالوعود التي قطعتها للشركة".
يذكر أن القناة الرياضية العراقية، تمكنت في النهاية من شراء حقوق بث مباريات الدوري، كما بات حقا متاحا للقنوات الأخرى، لكن جدلا أثير بسبب عدم بثها مباراة ديربي البصرة بين فريقي "الميناء" و"نفط البصرة".
وأشار بنيان، إلى أن "حديث مدير قناة الرياضية بعيد عن الواقع، وهو يحاول إلقاء التهم على الآخرين، فهو غير مسؤول عن عمل اتحاد الكرة، وعليه أن يركز بإدارة قناته فقط، أما محاولة تضليل الآخرين بأرقام وهمية حالة معيبة".
وبشأن العرض الذي تقدمت به شركة المنارة، فقد بين أن "الشركة قدمت عرضا من دون حقوق للانتاج التلفزيوني، كما قدمته شركة الأضواء، كون عملية الانتاج هذه تبلغ مليونا ونصف المليون دولار"، مستنكرا "تدخل مدير القناة الرياضية بهذا العرض أو الحديث عنه، لأنه ليس من اختصاصه، فهو مدير للقناة وليس مديرا لتلك الشركة".
وبخصوص تسويق اسم الدوري، فأكد بنيان، أن "ذلك، ليس من حق القناة الناقلة، بدليل أننا لم نتفق مع شركة الأضواء على تسويق اسم الدوري، إذ أن هناك عروضا متعددة نتلقاها بخصوص ذلك، ولكننا ننتظر عرضا محترما يليق بسمعة الاتحاد والدوري كي يتم تسويق حقوق اسم الدوري".
من جهته، قال سيف باشا، الناطق الإعلامي باسم الشركة الفائزة بحقوق نقل المباريات بشكل حصري، إن "الشركة لم تقصر بحق أي قناة ترغب بشراء باقة من باقات الدوري، خصوصا قناة العراقية الرياضية التي منحت لها خصوصية بهذا الجانب".
وبشأن عدم نقل مباراة ديربي البصرة بين الميناء ونفط البصرة، بين باشا أن "القناة المذكورة فضلت نقل مباريات كأس خادم الحرمين السعودي، وأهملت ديربي البصرة، وهنا لم تتحمل القناة مسؤولية قرارها، وبحثت عن شماعة للخطأ الذي وقعت فيه بإهمال واحدة من أهم مباريات الدوري".
وأكد أن "شركة الأضواء التزمت تماما بتصوير المباراة، وارسال معدات النقل الخارجي، وتم تصويرها برغم الظروف الجوية، وأرسلنا التردد لقناة الرياضية العراقية، لكن الأخيرة لم تلتزم بنقل المباراة، وفضلت بثها مسجلة بعد انتهاء مباراة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين".
في الأثناء، أكد مدير شركة عشتار محمد هيجل، أن شركته "لا ناقة لها ولا جمل في كل تفاصيل عدم نقل مباراة ديربي البصرة، وأن زج اسم عشتار بهذا الموضوع هو محاولة للتنصل عن المسؤولية بالنسبة للرياضية العراقية"، لافتا الى أن "شركة عشتار منفذة للنقل التفزيوني فقط وبعقد مع شركة الأضواء الفائزة بحقوق النقل".
وأوضح هيجل لـ IQ NEWSأن "شركة عشتار التزمت بتصوير ديربي البصرة بين الميناء ونفط البصرة رغم أن ملعب الفيحاء لا توجد فيه مضلات لكاميرات النقل التلفزيوني، ووضعنا كاميراتنا فوق المسقفات وتحملنا المطر الذي أوقف لنا كامرتين كلفت الشركة مبلغ 40 الف دولار، ومع ذلك التزمنا بالتصوير، وارسلنا تردد المباراة للرياضية العراقية، ولكن الأخيرة لم تبثها بشكل مباشر".
وأقر بـ"سقوط بعض قطرات المطر على عدسات الكاميرات، وهو أمر طبيعي، لأن الملعب يفتقد لمضلات حماية الكاميرات، ونحن من دفع ثمن هذا الموضوع بخسارة مالية"، منوها أن "الحديث عن رداءة الصورة لمباراة ديربي البصرة حجة لعدم البث، وذر للرماد في العيون، لأنه لو كان كما تقول القناة فلماذا عرضت المباراة مسجلة بعد انتهائها".